المياه , سر الحياة و اساس استمرارها و الميدان الحالي و المستقبلي للصراعات بين الدول في مناطق كثيرة من العالم و منها الشرق الاوسط , اصبح هاجس مستوى نهري دجلة و الفرات يقلقنا في العراق في السنوات القليلة الماضية بعد ان وصل الى مستويات متدنية جدا لا تقارن بالمستويات التي اعتدنا عليها و السبب مشاريع السدود التركية و السورية على هذه الانهار المشتركة و كذلك قلة الامطار فما هو الحل؟
اليوم عندما عبرت فوق نهر الفرات رأيت مستوى الماء مرتفع كان هذا المنظر كفيلا ببث شعور بالارتياح و بنفس الوقت شعور بالاسف لان هذه الكميات الثمينة من المياه الغالية ذاهبة الى البحر حيث تضيع و تختلط مع مياه الخليج العربي حيث لن نعود قادرين على الاستفادة منها وهذه الحقيقة تذكرنا بها تركيا كلما جلس خبرائنا يحاورن خبرائهم مطالبين بحصتنا من المياه حسب القانون الدولي و الاتفاقيات الدولية .
لماذا لا نقوم نحن العراقيون بانشاء نواظم على نهري دجلة و الفرات قادرة الى خزن كميات معتبرة من المياه لحين الحاجة او لنقلها الى الهضبة الغربية و بادية السماوة و غيرها من المناطق حيث يمكن الاستفادة منها في الزراعة و غيرها من الانشطة الاقتصادية المهمة .
جارتنا السعودية اوقفت استثمارتها الزراعية الضخمة التي ولدت لها اكتفائا ذاتيا من الحبوب بسبب خطر فقدان الخزين الجوفي المحدود من المياه لماذا لا تاتي الى الى العراق فلدينا الارض و لدينا الرجال و لدينا المياه الضائعة في البحر و هم لديهم المال و الحاجة و هكذا نتكامل لماذا يذهبون الى الفلبين و فيتنام و نحن جيرانهم الاقرب؟
لماذا لا نخطط لاستثمار هذه النعم الكثيرة التي حبانا بها رب العالمين و نستعين بالاخرين في التنفيذ فلا نرهق وزارة المالية العراقية بالتمويل و ندعها تدور حول نفسها لتوفير رواتب لربع الشعب العراقي في مختلف الوزارات من النفط المباع و كانها اي وزارة المالية مجرد امين صندوق يبيع بهذه اليد و يطعم العراقيين باليد الاخرى ولم تفكر كيف اذا نضب النفط و هي ثروة ناضبة او كيف اذا استغنى العالم الغربي عن بعض هذا النفط في حالة تطوير الطاقات المتجددة.
كلما نظرت الى المياه و هي تدفق مسرعة الى البحر شعرت بغصة في نفسي و مسؤولية و اقول لا بد ان الله سبحانه وتعالى سوف يسألنا عن هذه النعمة المهدورة فماذا سوف نجيبه؟[/center][img][/img][img][/img]